رثاء في دولة الأندلس
كتبهاام عمار رسلان ، في 6 مايو 2010 الساعة: 18:41 م
رغم
أن هذه القصيدة كتبت في دولة الأندلس للشاعر (أبو البقاء صالح )الذى توفى
سنة 698 هجرية )إلا أنها تترجم الواقع المرير لكل الشعوب العربية المحتلة
في وقتنا هذا،نسأل الله أن ينصرهم وان يعيشون في سلام
لكل شيء إذا ما تم تقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان
تبكى الحنيفة البيضاء من أسف
كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية
قد أقفرت ولها بالكفر عمران
حتى المحاريب تبكى وهى جامدة
حتى المنابر ترثى وهى عيدان
يا غافلا وله في الدهر موعظة
إن كنت في سنة فالدهر يقظان
وماشيا مرحا يلهيه موطنه
أبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ما تقدمها
وما لها من طويل الدهر نسيان
يا راكبين عتاق الخيل ضامرة
كأنها في مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة
كأنها في ظلام النقع نيران
وراتعين وراء البحر في دعة
لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعتدكم نبأ من أهل أندلس؟
فقد مضى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بها المستضعفون وهم
قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم
وانتم يا عباد الله إخوان
ألا نفوس أبيات لها همم
أما على الخير أنصار وأعوان
يا من لذلة قوم بعد عزهم
أحال حالهم كفر وطغيان
بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم
واليوم هم في بلاد الكفر عبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم
عليهم من ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم
لهالك الأمر واستهوتك أحزان
يا رب أم وطفل حيل بينهما
كما تفرق بين أرواح وأبدان
وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت
كأنها يقوت ومرجان
يقودها العلج للمكروه مكرهة
والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
إن كان في القلب إسلام وإيمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق